من الفراعنة للعصر الحديث.. كيف يحتفل المصريون بشم النسيم؟

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: من الفراعنة للعصر الحديث.. كيف يحتفل المصريون بشم النسيم؟ اليوم 2024-05-01 19:01:11


كان للفراعنة أعياد كثيرة، منها أعياد الزراعة التي تتصل بمواسمها، والتي ارتبط بها تقويمهم إلى حد كبير، وكذلك العيد الذي سمى في العصر القبطي بعيد شم النسيم، وكانوا يحتفلون به في الاعتدال الربيعي عقب عواصف الشتاء، وقبل هبوب الخماسين، وكانوا يعتقدون أن الخليقة خلقت فيه، وبدأ احتفالهم به عام 2700 ق.م، وذلك في يوم 27 برمودة، الذي مات فيه الإله “ست” إله الشر، وانتصر عليه إله الخير.


عادات الفراعنة للاحتفال بعيد شم النسيم 

وكان من عادات الفراعنة في شم النسيم الاستيقاظ مبكرا، والذهاب إلى النيل للشرب منه، وحمل مائه لغسل أراضي بيوتهم التي يزينون جدرانها بالزهور. وكانوا يذهبون إلى الحدائق للنزهة، ويأكلون الخضروات كالملوخية والخس، ويتناولون الأسماك المملحة التي كان يتم اصطيادها من بحر يوسف، وتملح في مدينة “كانوس”، وهي أبوقير الحالية، كما يقول المؤرخ “سترابون”، وكانوا يشمون البصل، ويعلقونه على منازلهم وحول أعناقهم للتبرك.

 

قصة تناول البصل في شم النسيم

وبالنسبة لتناول البصل في شم النسيم، يحكي أن أحد أبناء الفراعنة مرض وحار الكهنة في علاجه، وذات يوم دخل على فرعون كاهن نوبي معه بصلة أمر بوضعها قرب أنف المريض، بعد تقديم القرابين لإله الموت “سكر” فشفي.

وقد كان ذلك في بداية الربيع، ففرح الأهالي بذلك، وطافوا بالبلد والبصل حول أعناقهم كالعقود حول معابد الإله “سكر”، ومن هنا جاء تناول البصل في شم النسيم.

 

الاحتفال بالربيع وشم النسيم 

وفي سياق متصل، كان الاحتفال بالربيع معروفا عند الأمم القديمة من الفراعنة والبابليين والأشوريين، وكذلك عرفه الرومان والجرمان، وإن كانت له أسماء مختلفة، فهو عند الفراعنة، وعيد شم النسيم، وعند البابليين والأشوريين: عيد ذبح الخروف، وعند اليهود: عيد الفصح، وعند الرومان: عيد القمر، وعند الجرمان: عيد “إستر” آله الربيع.

 احتفالات اليهود بعيد شم النسيم

ومن جهة أخرى، حدث في التاريخ المصري حدثان، أولهما يتصل باليهود والثاني بالأقباط، فاليهود كانوا قبل خروجهم من مصر يحتفلون بعيد الربيع كالمصريين، فلما خرجوا منها أهملوا الاحتفال به، كما أهملوا كثيرا من عادات المصريين، وأحب اليهود أن يحتفلوا بالربيع لكن بعيدا عن مصر وتقويمها، فاحتفلوا به كما يحتفل البابليون، واتبعوا في ذلك تقويمهم وشهورهم، فحددوا له يوم البدر الذي يحل في الاعتدال الربيعي أو يعقبه مباشرة.

اقرأ أيضا.. 

 احتفال المسيحيين بعيد شم النسيم

ومن جهة المسيحيين، لما ظهرت المسيحية في الشام احتفل المسيح وقومه بعيد الفصح كما كان يحتفل اليهود، وعندما تآمر اليهود على صلب المسيح أعتقد المسيحيون أنه صلب في هذا اليوم، وأنه قام من بين الأموات بعد الصلب في يوم الأحد التالي، فرأت بعض الطوائف المسيحية أن يحتفلوا بذكرى الصلب في يوم الفصح. 

بينما رأى آخرون أن يحتفلوا باليوم الذي قام فيه المسيح من بين الأموات، وهو عيد القيامة يوم الأحد الذي يعقب عيد الفصح مباشرة، وسارت كل طائفة على رأيها، حتى رأى قسطنطين الأكبر إنهاء الخلاف وقرر توحيد العيد، على أن يكون في أول أحد بعد أول بدر يقع في الاعتدال الربيعي أو يعقبه مباشرة.

وحسب الاعتدال الربيعي، فكان بناءًا على حسابهم في يوم 21 من مارس “25 من برمهات” فأصبح عيد القيامة في أول أحد بعد أول بدر، وبعد هذا التاريخ أطلق عليه اسم عيد الفصح المسيحي تمييزًا له عن عيد الفصح اليهودي.

 

احتفال الأقباط بشم النسيم

أما الأقباط وهم المصريون الذين اعتنقوا المسيحية، فكانوا قبل مسيحيتهم يحتفلون بعيد شم النسيم كالعادة القديمة، أما بعد اعتناقهم للدين الجديد، فقد وجدوا أن للاحتفال بعيد شم النسيم مظاهر وثنية لا يقرها الدين، وهم لا يستطيعون التخلص من التقاليد القديمة، فحاولوا تعديلها أو صبغها بصبغة تتفق مع الدين الجديد. 

فيما اعتبروا هذا اليوم يوما مباركا بدأت فيه الخليقة، وبشر فيه جبريل مريم العذراء بحملها للمسيح، وهو اليوم الذي تقوم فيه القيامة ويحشر الخلق، فاحتفال أقباط مصر بشم النسيم عيدًا قوميًا باعتباره عيد الربيع، ودينيًا باعتباره عيد البشارة، ومزجوا فيه بين التقاليد الفرعونية والتقاليد الدينية.

بينما كان الأقباط يصومون 40 يومًا لذكرى الأربعين التي صامها المسيح – عليه السلام – وكان هذا الصوم يبدأ عقب عيد الغطاس مباشرة، وأدمج في هذا الصوم صوم أسبوع الآلام، فبلغت عدته 55 يومًا، وهو الصوم الكبير، فجعلوا هذا العيد عيدين، أحدهما عيد البشارة، يحتفل به دينيًا في موضعه، والثاني عيد الربيع، ونقلوه إلى ما بعد عيد القيامة، فجعلوه يوم الإثنين التالي لعيد القيامة مباشرة، ويسمى كنسيًا. “الفصح” كما نقل الجرمانيون عيد الربيع ليحل في أول شهر مايو.

اقرأ أيضا.. 

↩️ التفاصيل من المصدر – اضغط هنا