ردًا على وسيم السيسى | خبير آثار: معجزة شق البحر حقيقة وإنكارها ازدراء للأديان

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: ردًا على وسيم السيسى | خبير آثار: معجزة شق البحر حقيقة وإنكارها ازدراء للأديان اليوم 2024-05-07 01:46:30


صرح الدكتور وسيم السيسى الباحث في تاريخ مصر القديمة، بأن قصة شق سيدنا موسى البحر الأحمر غير صحيحة، وفى ضوء ذلك أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية لموقعنا «هير نيوز» أن شق سيدنا موسى البحر حقيقة دينية وإنكارها ازدراءً للأديان، كما صرح وسيم السيسي.

الدكتور عبد الرحيم ريحان يكشف حقيقة شق البحر 

وقد أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أنه إذا كان المقصود إنكار شق سيدنا موسى البحر، فى هذه الحالة لابد أن يتدخل الأزهر الشريف ودار الإفتاء بإصدار بيان رسمى عن هذا التصريح، وإذا كان الدكتور وسيم السيسي يتلاعب بالألفاظ بأنه يقصد بحرًا آخر غير البحر الأحمر فليعلن ذلك بأنه يعترف بمعجزة شق البحر وإلا يعتبر مزدرى للأديان، ما ينفي تصريحات وسيم السيسي.

كما يشير الدكتور ريحان إلى حكاية خروج بنى إسرائيل من مصر “وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ”، سورة الشعراء آية 52 – 53، حيث انطلق بنو إسرائيل فى الخروج الثانى مع نبى الله موسى، وقد كان الخروج الأول لنبى الله موسى منفردًا ولم يكن له مقصد معين، أمّا خروجه مع بنى إسرائيل فقد كان محدد المقصد وهى الأرض المقدسة، وقد تعرّف نبى الله موسى على الطريق عبر سيناء، فهل انطلاقهم كان بناءً على موافقة ملك مصر؟

الدكتور عبد الرحيم ريحان يوضح موقف القرآن الكريم من شق البحر لموسى 

ومن ناحية القرآن الكريم، أوضح خبير الآثار عبد الرحيم ريحان أن القرآن الكريم لم يشر إلى خروج سيدنا موسى مرتين من مصر، بينما ذكر فى التوراة أن الخروج كان بناءً على سماح فرعون لهم بالانطلاق ليتخلص من ضروب العذاب التى حاقت بهم، فقد استدعى فرعون موسى وهارون وقال لهما ( قوموا أخرجوا من بين شعبى واذهبوا واعبدوا الرب كما تكلمتم خذوا غنمكم أيضًا وبقركم كما تكلمتم واذهبوا وباركونى أيضًا) ع 31 :32، نفيًا لتصريحات وسيم السيسي.

بينما كان المصريون يلحون عليهم فى الخروج، ولقد طلب بنو إسرائيل من المصريين ذهبًا وفضة وثيابًا فأعطوهم، ثم عاد فندم لخروجهم دون إذن منه، ولعله قد بلغه ما فعلنه نساء بنى إسرائيل من استعارة الحلى من المصريات وعدم ردهن لهن، وانطلق وراءهم بجنوده حتى ساحل البحر الأحمر وحدثت معجزة شق البحر على مرأى من بنى إسرائيل بنص الآية الكريمة “وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ” سورة البقرة آية 50.

اقرأ أيضا.. 


عبد الرحيم كمال يوضح مكان شق البحر لسيدنا موسى

وكان رحيل بنى إسرائيل من مصر بقيادة موسى فى ليلة الخامس عشر من شهر أبريل عام 1468ق.م، وقد قضوا فى مصر 430 عامًا كما ذكر فى التوراة فى أكثر من موضع فى سفر الخروج إصحاح 12- 40 (وإمّا إقامة بنى إسرائيل التى أقاموها فى مصر فكانت أربع مائة وثلاثين عامًا فى ذلك اليوم عينه أن أجناد الرب خرجت من أرض مصر)، ما ينافي تصريحات الدكتور وسيم السيسي.

كما يشير الدكتور عبد الرحيم ريحان خبير الآثار إلى أن أقرب نقطة مرئية تقع عند رأس خليج السويس وهى موقع نقطة الشط حاليًا، وذكر فى التوراة ” أدار الله الشعب فى طريق برية سوف وصعد بنو إسرائيل متجهزين من مصر من أرض “رعمسيس” فارتحلوا منها إلى سكوت ثم ارتحلوا من سكوت ونزلوا فى إيتام ” خروج 13: 14. 



ما هي مدينة بر رعمسيس ؟ 

وتعد مدينة “بر رعمسيس” هى المدينة التى اكتشفها العالم المصرى محمود حمزة عام 1928 والذى بناها رمسيس الثانى لتكون عاصمة لملكه فى مصر بوسط الوجه البحرى ليكون قريبًا من الحدود المصرية لتساعده على صد الأعداء، وسكوت تعنى خيمة، وعدد الذين خرجوا ستمائة ألف ماشين من الرجال عدا الأولاد طبقًا لسفر العدد 37، وهو ما لا يوضحه الدكتور وسيم السيسي.

فيما كانت عاصمة الهكسوس فى أفاريس مكان صان الحجر وهى مدينة العنابر التى بناها الإسرائيليون للملك رعمسيس الثانى وجاء فى سفر الخروج أنهم بنوا لفرعون مدينتى مخازن “بيتوم” ورعمسيس. ولقد آمن فرعون فى لحظات الغرق لينجو فكان جزاؤه نجاة الجثة ليتم تحنيطه بعد ذلك كسائر المومياوات وينظر إليه الجميع للعبرة ولكن لا يعرفه أحد، “وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ” سورة يونس آية 90 – 91.


عبد الرحيم ريحان يوضح موقع غرق فرعون 

ويناقش الدكتور عبد الرحيم ريحان ما ذكر عن موقع غرق فرعون حيث ذكر فى التوراة فى الإصحاح الرابع عشر من سفر الخروج ” فاوحى الله إليه أنهم ناجون وأن فرعون وجنده مغرقون وحال بين فرعون وبينهم وضرب موسى البحر فأجرى ريحًا شرقية قوية طول الليل حتى جعلت فى البحر طريقًا يابسة وسار فيها موسى وبنى إسرائيل على اليبس والماء كالسور على يمينهم وشمالهم”، ما ينفي تصريحات وسيم السيسي.

فيما أردف الدكتور عبد الرحيم ريحان بأن المعجزة واضحة بنص القرآن الكريم بعد الأمر الإلهى لموسى بضرب البحر بعصاه “فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ” سورة الشعراء من آية 61 إلى 63.

كما ذكر فى القرآن الكريم ” وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى إنكم متبعون” وذكر فى التوراة ( أدار الله الشعب فى طريق برية سوف وصعد بنو إسرائيل متجهزين من مصر من أرض رع مسيس فارتحلوا منها إلى سكوت ثم ارتحلوا من سكوت ونزلوا فى إيتام ) خروج 13: 14.

بينما ذكرت التوراة أن عدد بنى إسرائيل الذين خرجوا من مصر يبلغ ستمائة ألف أصبحوا بعد أربعين عامًا أربعين ألف، (وأمّا عدد الإسرائيليين الذين خرجوا من مصر بقيادة موسى فظاهر عبارة الكتاب أنهم كانوا ستمائة ألف ماش من الرجال ما عدا الأولاد) خروج 12 :37، وإذا حسبنا النساء والأولاد كان عددهم نحو ثلاثة ملايين نفس ما عدا البهائم، ما يدل على أن تصريحات وسيم السيسي غير صحيحة.


عبد الرحيم ريحان يستشهد بموسوعة نعوم شقير 

وأوضح عبد الرحيم ريحان خبير الآثار أنه ليس فى مقدرة قائد من البشر قيادة مثل هذا العدد والفرار به ومن الاستحالة إعداد المؤن لهذا العدد من ماء وزاد وركائب فى صحراء كبرية سيناء كانت وما تزال قليلة الماء والنبت والزرع والسكان.

بينما قد أشار نعوم شقير فى موسوعته “تاريخ سيناء” إلى أن سكان سيناء من حضر وبادية وقت أن زارها عام 1906 لا يزيد عددهم على خمسين ألف نسمة ولا نعلم أن عدد سكان سيناء كان فى أى عصر من عصور التاريخ يزيد كثيرًا عن هذا العدد وبالتالى فمن المستحيل تسيير جيش بهذا العدد فى سيناء، وإذا كانوا بهذا العدد فلماذا خشوا الوقوف فى وجه أهل الأرض المقدسة فقدّر الله عليهم التيه أربعون عامًا.

فيما يشير عالم الآثار البريطانى فلندرز بترى إلى أن أرض جوشن بمصر التى قيل أن بنى إسرائيل عاشوا بها لا تتحمل أكثر من إيواء اثنتى عشرة ألف نسمة واستنتج أن واقعة هجرة ستمائة ألف رجل وعائلاتهم وعتادهم واقعة لا يمكن قبولها منطقيًا، كما أن أحوال سيناء ولا يبدو أنها قد تغيرت كثيرًا لا تتحمل إيواء مثل هذا العدد ويرى إبراهيم أمين غالى أن العدد لن يتجاوز ثلاثة أو أربعة آلاف شخص، وهو ما لم يوضحه وسيم السيسي.

اقرأ أيضا.. 

↩️ التفاصيل من المصدر – اضغط هنا