باستمرارها في تطوير هويتها البصرية المميزة، قامت شركة جوجل، العملاقة في مجال التكنولوجيا، بإطلاق شعار جديد يستند إلى تصميم مستوحى من تماثيل عين غزال الأثرية. وقد أثار هذا التغيير اهتمامًا واسع النطاق وتفاعلًا كبيرًا من قبل مستخدمي الإنترنت ومحللي الصناعة على حد سواء.
حيث يوجد في مكانٍ نائي في قلب الأردن، اكتشفت مجموعة من التماثيل الغامضة التي تعود إلى العصور القديمة، مما ألقى بالضوء على أصولنا المشتركة وعلى التطور البشري عبر العصور. تعرف هذه التماثيل بـ “تماثيل عين غزال”، وهي مجموعة من التماثيل المصنوعة من الجص اكتشفت في موقع عين غزال في الأردن، والتي تعود إلى العصر الحجري الحديث قبل الفخاري Pre-Pottery Neolithic.
تلك الأشكال الغامضة تمتلك أهمية كبيرة في فهم تاريخ الإنسان وتطوره. إذ أن هذه التماثيل ليست مجرد قطع فنية، بل هي أيضًا علامات على تطور المجتمعات البشرية وتقدمها في مجالات مثل الفن والتكنولوجيا. على مر الآلاف من السنين، أظهر سكان المنطقة قدرتهم على السيطرة على النار وصهر مادة النحاس لأول مرة في التاريخ، مما أسهم في تطور الحضارة الإنسانية.
ولكن الغموض يحيط بتلك التماثيل ودورها في المجتمع القديم. لم يتم التعرف بعد على العلاقة بين هذه التماثيل ومعتقدات السكان الروحانية، ولم يُكتشف السبب الدقيق وراء صناعتها والرمزية التي تحملها. قد تكون هذه التماثيل تمثل السلف أو كائنات أسطورية مرتبطة بالحياة والخصوبة.
تعتبر عين غزال بمدينة عمّان مكانًا تاريخيًا ذو أهمية خاصة. فقبل حوالي 10 آلاف سنة، استضافت هذه المنطقة أول موجة لجوء إنساني، حيث جاءت مجموعات بشرية مهاجرة إلى الموقع دون وقوع أي خلافات. إن عين غزال تذكير قوي بأننا جميعًا إخوة في البشرية بغض النظر عن أصولنا أو الأماكن التي نأتي منها.
من جهته، أشار العمري، وهو مسؤول ثقافي، إلى أن هذه الاكتشافات تبرز أهمية العلاقة المميزة بين مصر والأردن. إذ تعتبر مصر بوابة أفريقيا والأردن بوابة آسيا، ويجمعهما النهر والبحر واليابسة، مما يجسد تجمعهما العميق والروابط التي تمتد عبر العصور.
تماثيل عين غزال تعتبر رسالة تجمع البشرية عبر العصور، تذكير بأن تفاصيل أصولنا وثقافتنا المختلفة تشكل تنوعًا جميلًا يجب الاحتفاظ به واحترامه. إن هذا الاكتشاف الجديد يضيء على تاريخ الإنسان ويجدد روح التضامن والتواصل بين مختلف الثقافات والأمم في هذا العالم الواحد.
