اتفقت و«الخماسية» على رئيس «صنع في لبنان»


800 مسؤول أميركي وأوروبي يحتجون على الحرب في غزة

وقّع أكثر من 800 من المسؤولين الأميركيين والبريطانيين ومن الاتحاد الأوروبي رسالة علنية مشتركة لا سابق لها تعترض على دعم حكوماتهم لإسرائيل في حرب غزة. بينما رفض عدد من زعماء الجالية الفلسطينية الأميركية حضور اجتماع حول طاولة مستديرة مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن احتجاجاً على دعم إدارة الرئيس جو بايدن للهجوم الإسرائيلي في القطاع.

وكشف مسؤولون شاركوا في إعداد هذه الرسالة عبر الأطلسي بين الدول الحليفة أنهم عبروا عن انتقاداتهم أولاً عبر القنوات الداخلية، لكن حكوماتهم تجاهلتهم.

وأوردت الرسالة أن «السياسات الحالية لحكوماتنا تضعف مكانتها الأخلاقية وتقوض قدرتها على الدفاع عن الحرية والعدالة وحقوق الإنسان على مستوى العالم»، مضيفة أن «هناك خطراً معقولاً في أن تسهم سياسات حكوماتنا في الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي وجرائم الحرب وحتى التطهير العرقي أو الإبادة الجماعية» بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية الدامية والتدميرية التي بدأت بعد هجمات «حماس» ضد المستوطنات والكيبوتزات الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

فلسطينيون يصطفون للحصول على وجبات طعام في ظل الهجوم الإسرائيلي على خان يونس بجنوب قطاع غزة الجمعة (أ.ب)

وأفاد مسؤول عمل في وزارة الخارجية الأميركية لأكثر من عقدين وأسهم في تنظيم الرسالة، بأن الوثيقة لا تتضمن أسماء الموقعين الذين وصل عددهم إلى أكثر من 800 لأنهم يخشون الانتقام.

وكشف أحد المنظمين عن أن نحو 80 من الموقعين يعملون في وكالات أميركية مختلفة، ولكن المجموعة الأكبر في وزارة الخارجية. وتنتمي غالبية الموقعين إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي، تليها هولندا والولايات المتحدة.

وقال شخص آخر إن مسؤولين على المستوى الوطني من 8 دول أخرى أعضاء في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، بالإضافة إلى السويد وسويسرا، وافقوا على الرسالة. ويعمل معظم هؤلاء في وزارات خارجية تلك الدول.

دعم الفظائع

مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في مدينة وارين بميشيغن خلال زيارة الرئيس جو بايدن إلى المنطقة (أ.ب)

وصرح الموظف السابق لدى وزارة الخارجية جوش بول، الذي كان يشرف على عمليات نقل الأسلحة قبل أن يستقيل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي احتجاجاً على دعم إدارة الرئيس جو بايدن للحملة العسكرية الإسرائيلية، بأن «صنع القرار السياسي للحكومات والمؤسسات الغربية» في شأن الحرب «خلق توترات لا سابق لها مع الخبرة والواجب الذي يتحمله الموظفون المدنيون غير السياسيين»، مضيفاً أن «الدعم الأحادي للفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والعمى عن الإنسانية الفلسطينية، يعد فشلاً أخلاقياً، وفشلاً سياسياً».

وأصدر عدد كبير من المسؤولين الأميركيين عدداً من الرسائل المماثلة التي تعترض على الدعم غير المشروط الذي تقدمه إدارة بايدن لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حرب غزة. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وجّه أكثر من 500 موظف من نحو 40 وكالة حكومية رسالة إلى الرئيس بايدن ينتقدون فيها سياساته في شأن الحرب. وكذلك أصدر أكثر من ألف موظف لدى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية رسالة مفتوحة مماثلة. وأرسل العشرات من مسؤولي وزارة الخارجية ما لا يقل عن ثلاث برقيات معارضة داخلية إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن.

الاعتراضات أوروبياً

وفي البلدان الـ27 للاتحاد الأوروبي، الذي توجد لديه هيئة دبلوماسية مشتركة تُعرف باسم خدمة العمل الخارجي الأوروبي، فضلاً عن الوكالات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والتنمية، وقع مئات المسؤولين على رسالتين منفصلتين تعبيراً عن معارضتهم لسياسة التكتل الأوروبي من الحرب. وعلى رغم تأييد غالبية دول الاتحاد لإسرائيل، دعت آيرلندا وإسبانيا وبلجيكا الشركاء الأوروبيين إلى الضغط من أجل وقف إطلاق النار، والتركيز على معاناة سكان غزة.

وأفادت الدبلوماسية الهولندية السابقة التي استقالت احتجاجاً على دعم حكومتها لإسرائيل بربر فان دير وودي بأنها تريد التحدث علناً نيابة عن موظفي الخدمة المدنية العاملين الذين وقعوا على الرسالة من دون الكشف عن هويتهم لأنهم يخشون الانتقام بسبب المعارضة. وقالت: «كونك موظفاً حكومياً لا يعفيك من مسؤوليتك في الاستمرار في التفكير»، مضيفة أنه «عندما يصدر النظام قرارات أو إجراءات ضارة، تقع على عاتقنا مسؤولية إيقافها. الأمر ليس بهذه البساطة مثل: اصمت وافعل ما يُطلب منك. نحن أيضاً نتقاضى أجراً مقابل التفكير».

مديرة وكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور تلتقط «سيلفي» مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن المشترك جوزيب بوريل والأمين العام لمنظمة الدول الأميركية لويس ألماغرو في غواتيمالا في 15 يناير الماضي (د.ب.أ)

رسالة إلى بلينكن

إلى ذلك، رفض عدد من الفلسطينيين الأميركيين حضور اجتماع حول طاولة مستديرة مع الوزير بلينكن، الخميس، لمناقشة الوضع في غزة. ونقل معهد التفاهم في الشرق الأوسط، وهو منظمة غير حكومية ولا تبتغي الربح، عن عدد ممن رفضوا دعوة بلينكن قولهم: «لا نعرف ما الذي يحتاج الوزير بلينكن أو الرئيس بايدن إلى سماعه أو رؤيته لإجبارهم على إنهاء تواطئهم في هذه الإبادة الجماعية». وأضافوا أن بايدن وبلينكن «يظهران لنا كل يوم من هم الذين يقدران حياتهم (…) لن نحضر هذه المناقشة التي لا يمكن إلا أن تكون بمثابة تمرين لوضع علامة على المربع». وكتب الموقعون أن «عائلاتنا ومجتمعنا وجميع الفلسطينيين يستحقون الأفضل. وهناك أمر واحد نطلبه نحن، ومجتمعنا وعدد لا يحصى من الآخرين في كل أنحاء الولايات المتحدة والعالم، بما في ذلك النقابات الأميركية التي تمثل زهاء 8 ملايين عامل وما لا يقل عن 47 مدينة أميركية، من هذه الإدارة: المطالبة بوقف دائم لإطلاق النار لإنقاذ الفلسطينيين». ورأوا أن اللقاء مع بلينكن «في هذه اللحظة، مهين».

وكتب الدكتور طارق حداد، الذي كان من المدعوين إلى الطاولة المستديرة، رسالة إلى بلينكن بأنه كان ينوي في البداية الذهاب إلى الاجتماع. ولكن «بعد الكثير من البحث في الذات، قررت أنني لا أستطيع بضمير حي أن ألتقيكم وأنا أعلم أن سياسات هذه الإدارة كانت مسؤولة عن وفاة أكثر من 80 من أفراد عائلتي، بمَن فيهم العشرات من الأطفال، ومعاناة مئات من الأطفال». وتساءل: «كيف يمكن للمرء أن يلتقي لمدة ثلاث دقائق، مع شخص تعده مسؤولاً ليس فقط عن قتل طفلك، بل قتل أكثر من 80 من أفراد عائلتك؟». وقال: «عائلتي تعيش على علف الحيوانات، أيها الوزير بلينكن، بسبب سياساتك».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الشرق الأوسط ولا يعبر عن وجهة نظر الصبح نيوز وانما تم نقله بمحتواه كما هو من جريدة الشرق الأوسط ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.