5% من سكان غزة قُتلوا أو أُصيبوا أو فُقدوا منذ بدء الحرب


استمرار المساعي لهدنة في غزة وعشرات القتلى في قصف إسرائيلي ليلي على القطاع

تتواصل الأربعاء المفاوضات للتوصّل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة مع توجه وفد من الحركة الفلسطينية إلى القاهرة، فيما يواجه نحو مليون ونصف مليون فلسطيني خطر تنفيذ هجوم على رفح التي تشكل ملاذهم الأخير مع وقوع مزيد من الضحايا جراء القصف.

وأفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس بأنّ 104 أشخاص لقوا حتفهم خلال الليل في القصف والغارات الإسرائيلية، معظمهم من النساء والأطفال.

حل في مصر الثلاثاء مدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برينع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لإجراء محادثات بشأن هدنة تشمل إطلاق سراح رهائن جدد. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الأربعاء أنّ الوفد الإسرائيلي غادر القاهرة بعد ذلك.

وجرت المناقشات «في أجواء إيجابية»، وفق ما نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن «مسؤول مصري رفيع المستوى». وقال المسؤول نفسه في نهاية الاجتماع «ستستمر المفاوضات خلال الأيام الثلاثة المقبلة».

ويرأس مسؤول المكتب السياسي لحماس خليل الحية وفد الحركة إلى القاهرة حيث يحتمل أن يلتقي الأربعاء رئيسي الاستخبارات المصرية والقطرية، حسبما أفاد مصدر في الحركة وكالة «الصحافة الفرنسية».

ويأتي ذلك فيما يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأربعاء في القاهرة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أحد أبرز منتقدي الحملة العسكرية الإسرائيلية، في زيارة تهدف لترسيخ المصالحة بعد قطيعة استمرّت أكثر من عقد. وأوضح إردوغان أنّ زيارة مصر، وكذلك إلى الإمارات سابقاً، تنبع من اهتمام أنقرة بأن تفعل «كل ما في وسعها لوقف إراقة الدماء».

فلسطينيون يحاولون إنقاذ الجرحى بعد غارة إسرائيلية على رفح في قطاع غزة (أ.ب)

وفي السياق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء الثلاثاء في واشنطن، «نعمل بشكل مكثّف مع مصر وقطر بشأن مقترح للإفراج عن الرهائن».

وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 29 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا احتجزوا في 7 أكتوبر (تشرين الأول). وسمحت الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر (تشرين الثاني) بإطلاق سراح 105 رهائن في مقابل 240 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

وسيتوجه نحو مائة من أقارب الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة إلى لاهاي الأربعاء لتقديم شكوى ضد حركة حماس أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»، حسبما أعلن ممثلون عنهم.

وسبق أن أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش الإسرائيلي «بالتحضير» لهجوم على مدينة رفح الواقعة عند الحدود مع مصر، والتي تعدّ «آخر معقل لحركة حماس»، على حدّ تعبيره.

ويتكدّس في هذه المدينة نحو 1.4 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكان غزة، وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.

وفي رفح، بدأ الكثير من الفلسطينيين بمغادرة الخيام فيما اتجه آخرون إلى شمال القطاع مع أمتعتهم القليلة التي ربطوها على أسطح سياراتهم.

وقالت أحلام أبو عاصي «نزحنا من غزة إلى الجنوب ثم… إلى رفح… لا مال لدينا ولا يوجد مكان آمن» مؤكدة أنها لن تعود إلى مدينة غزة إلا إذا تأكدت من أنها «آمنة».

وتابعت «أفضل الموت هنا. الناس يموتون هناك من الجوع».

وكان منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث قد حذّر الثلاثاء من أنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح «يمكن أن تؤدي إلى مجزرة في غزة»، داعياً إسرائيل إلى عدم «الاستمرار في تجاهل» نداءات المجتمع الدولي.

وتعارض الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، شنّ عملية واسعة النطاق من دون ضمان سلامة المدنيين العالقين عند الحدود المغلقة مع مصر في أقصى جنوب القطاع.

وفي هذا الإطار، حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن مجدّداً إسرائيل على وجوب وضع «خطّة ذات صدقيّة وقابلة للتنفيذ» لحماية المدنيين في أيّ هجوم على رفح.

كذلك، حضّت الصين إسرائيل الثلاثاء على وقف عمليتها العسكرية في مدينة رفح «في أقرب وقت ممكن»، محذّرة من «كارثة إنسانية» في حال تواصل القتال.

ودعت ألمانيا إسرائيل لتوفير «ممرات آمنة» للمدنيين في رفح، حيث أعلنت قناة «الجزيرة» القطرية الثلاثاء إصابة اثنين من صحافييها بجروح خطرة في قصف إسرائيلي.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن إسرائيل ستقترح إنشاء 15 مخيماً يضمّ كلّ منها 25 ألف خيمة في جنوب غربي قطاع غزة، كجزء من خطة الإخلاء.

ورفح التي تحولت إلى مخيم ضخم، هي نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية الشحيحة التي لا تكفي لتلبية احتياجات السكان المهددين في ظل البرد بالمجاعة والأوبئة، بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.